لم أكن أصدق في يوم من الأيام عبارة أن الحب كتمان، بالعكس دائمًا كنت أرى أن من حقي أن أعلن أمام العالم بأكمله أنني أحب، ولم يكن في بالي يومًا أن ما أقوم به سوف يفسد عليَّ أوقاتي السعيدة مع من أحب.
كنت أتصرف وكأنني طفلة صغيرة سعيدة بالخروج من عباءة والدتها أو أبيها.. فبالنسبة لي حبيبي هو كل شئ؛ هو صديقي وحبيبي وأمي، وأستمد قوتي منه كأبي.
كثير من أصدقائي كانوا يقولون لي لا تفصحي عن سعادتك أمام الجميع، لأن فيهم من لا يتمنى لكِ الخير.. بل بالعكس؛ منهم من يتمنى لكِ التعاسة، ومنهم من سيحسدك على سعادتك.. ولأني لم أكن أعتقد بوجود شخص يحسد شخصًا آخر على سعادته؛ فلم تكن تلك العبارات تشغلني أو تؤثر فيّ، وعلى النقيض كنت أزداد قوة يومًا تلو الآخر باعترافي بحبي، وتعلقي بحبيبي.
ومرت الأيام، وعلمت أن كل ما أقوم به ما هو إلا جنون الحب، وبعد ذلك بدأ كل ذلك ينقلب رأسًا على عقب.. بدأت المشاكل تطرق بابي بشكل غير عادي، وتزداد كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله، إلى أن انتهت حكايتي مع من أحب، وبعدها أيقنت تمامًا أن (ليس الجميع يتمنون لي الخير) واكتشفت أيضًا أنني كنت أستمد قوتي منه، وبعد مرور حوالى أكثر من شهر بدأت علامات الحزن تظهر على وجهي، رغم أني كنت أتظاهر بالسعادة لأخفي ما بي من وجع، ولكن المقربين مني فقط هم من كانوا يعلمون أني أتظاهر، وأن الحقيقة هي عكس ذلك.
كنت أعلم جيدًا أنهم على حق، ولكني كنت أحاول مرات عديدة تكذيب ما يقولون، ولكن الأسوأ من كل ذلك هو أني أرى بعض الأشخاص سعداء بحزني، رغم أني لم أكن أسبب لهم أي مشاكل في حياتهم.. يبد أن هذا هو حال البشر؛ ليس جميعهم ملائكة، وليس جميعهم شياطين.. في النهاية استعينوا على حبكم بالكتمان.